عندما تمضي السنوات مع الفتى الصغير وهو فاقد لنعمة البصر بسبب المياه البيضاء؛ تظلم الحياة ومعها الأحلام وربما تشكّل الأشياء البسيطة كالتعرّف على الوجوه والقراءة واللعب مع الأقران تحديا كبيرا، وبالطبع فإن المستقبل مع فقد البصر يبدوغير واضح المعالم.
هذا ما عايشه فتى صغير يتيم في مدينة باوتشي بنيجيريا، لكن باب الأمل انفتح واسعا عندما يثمر التعاون الخيّر بين مؤسسة البصر العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن حملة طبية مجانية بالمدينة استقبلها مستشفى مكة التخصصي للعيون في باوتشي تهدف إلى معالجة مسببات العمى وأولها المياه البيضاء مثل التي اصابت هذا الفتى، ومن خلال هذه الحملة تغيّرت حياة الفتى وانتعشت آماله من جديد، ومع الأيادي الماهرة للفريق الطبي للحملة التي حملته على أكف الرعاية والاهتمام في جميع مراحل الترتيب لإجراء عملية إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات والدعم السخي الذي كان وراء هذه المبادرة، عادت الرؤية إلى عينيه تمامًا وعادت معها الابتسامة وإشراق الحياة من جديد.
اليوم، عاد الفتى إلى المدرسة ليتدرج أكاديميًا، ويشارك بشكل كامل في الأنشطة التي كان يحلم بها ذات يوم فقط، وهو يطمح الآن إلى أن يصبح طبيبًا يومًا ما، لعله يقدّم للبشرية مثل الهدية التي كان محظوظًا باستلامها.
هذه القصة الناجحة تمثل شهادة على قوة اللطف، التعاون، واستخدام الطب الحديث في خدمة الإنسانية.. إنها تذكرنا بأنه عندما نجتمع معًا من أجل قضية نبيلة، لا نستعيد البصر فحسب ؛ بل نستعيد الأمل، الأحلام، والمستقبل.
شكرا لكل من كان سببا في تحقيق أعمال تشبه المعجزات في نتائجها وثمارها، مثل عودة النور لأعين أرهقها الظلام وأحاط بها اليأس، ليحلّ الأمل والضياء والإشراق.