عمليات نوعية للعيون في كانو بنيجيريا بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، ومؤسسة البصر تؤكد على أهمية العمل المشترك لخدمة المحتاجين

تاريخ : نوفمبر 26, 2025

تواصل مؤسسة البصر العالمية تنفيذ واحدة من أهم المبادرات النوعية في مجال طب العيون، والمتمثلة في مشروع “نور السعودية” للعمليات النوعية، بدعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وقد جاءت موافقة المركز على تنفيذ هذا المشروع في ولاية كانو – نيجيريا ضمن توجهه الإنساني لتقديم الدعم الطبي المتقدم للفئات الأشد ضعفًا، وتمكين المرضى غير القادرين من الحصول على الخدمات التي قد تنقذ بصرهم وتحمي مستقبلهم.
ويأتي هذا المشروع النوعي امتدادًا لسلسلة المبادرات الطبية التي يطلقها المركز عبر مؤسسة البصر العالمية في الدول المتضررة، استشعارًا لدور المملكة العربية السعودية الخيري والإنساني والريادي في رفع المعاناة عن الإنسان، وإتاحة الفرصة له ليعيش حياة كريمة. ويُعد المشروع خطوة مهمة في الجهود الهادفة إلى مكافحة العمى والأمراض المسببة له، وتخفيف العبء الطبي والاقتصادي عن المرضى وأسرهم.
وخلال الفترة الماضية، أتمّت الفرق الطبية لمؤسسة البصر العالمية تنفيذ عدد 600 من العمليات النوعية التي تُعد من أكثر التدخلات أهمية في الحفاظ على البصر أو استعادته، حيث شملت:
• 135 عملية شبكية لعلاج اعتلالات الشبكية المعقدة التي تهدد بفقدان الإبصار.
• 120 حقنة شبكية تُقدَّم لمرضى السكري والتنكس البقعي وغيرهم ممن تتطلب حالاتهم علاجا دقيقا ومستمرا.
• 120 عملية ليزر لعلاج مشكلات الشبكية والمياه الزرقاء وبعض الاعتلالات البصرية.
• 15 عملية قرنية لإعادة النور لمرضى تضررت قرنياتهم ولم يتمكنوا من تلقي العلاج سابقا.
• 55 عملية جلوكوما للتخفيف من ضغط العين والحفاظ على ما تبقى من البصر لدى المرضى.
• 155 عملية صغيرة شملت العديد من الحالات التي تُعيق جودة الإبصار.

تمثل هذه العمليات منظومة متكاملة من الخدمات الطبية النوعية التي تستهدف بشكل مباشر المرضى الذين يعانون من أمراض قد تُفقدهم بصرهم، أو تحد من قدرتهم على العمل والاندماج في المجتمع. وتنسجم مع الأهداف الرئيسية للمشروع، والمتمثلة في إعادة البصر وتحسينه للمرضى المحتاجين وتقديم خدمات طبية نوعية غير متاحة في البيئات الفقيرة وتعزيز التكافل المجتمعي من خلال توفير العلاج مجانًا للفئات الأكثر ضعفًا إضافة إلىتمكين الفرد محدود النشاط بسبب إعاقته البصرية من استعادة دوره كعاملٍ ومنتجٍ يعول أسرته ويساهم في بناء مجتمعه.

ولا تقتصر آثار هذه التدخلات على المرضى وحدهم، بل تمتد إلى أسر كاملة تعتمد على أفراد فقدوا قدرتهم على العمل لسنوات. فاستعادة البصر تعني استعادة القدرة على الإنتاج، وتخفيف العبء المالي الواقع على الأسرة، وتحسين جودة الحياة للجميع. كما تسهم هذه العمليات في الحد من معدلات الإعاقة البصرية، وتقليل الضغط على الأنظمة الصحية المحلية غير القادرة على التعامل مع هذا النوع من الجراحات المتقدمة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبد المنعم السيسي مسؤول مؤسسة البصر العالمية في مكتب إفريقيا في تصريح قائلاً:
“إن مشروع نور السعودية يمثل نقلة نوعية للمرضى في نيجيريا وغيرها من الدول الإفريقية. فالدعم الكريم من مركز الملك سلمان للإغاثة لا يقدم علاجًا للعين فحسب، بل يفتح أبواب الأمل أمام آلاف الأسر التي كان العمى يهدد استقرارها. لقد شهدنا حالات استعاد فيها المرضى قدرتهم على العمل، وأخرى عادوا فيها لرؤية أفراد عائلاتهم لأول مرة منذ سنوات. هذا الأثر الإنساني العميق يؤكد أهمية مواصلة العمل المشترك لخدمة المحتاجين في القارة الإفريقية.”

إن ما تحقق في هذا المشروع يُجسّد روح التعاون عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسة البصر العالمية عبر مستشفياتها المتخصصة في طب وجراحة العيون في تعزيز العمل الإنساني العالمي، ويبرهن على قدرة التعاون بين المؤسسات المتخصصة على إحداث تغيير ملموس في حياة الإنسان. فكل عملية جراحية ناجحة هي قصة نور جديدة، وكل مريض يستعيد بصره هو شاهد على أن الأمل ممكن حين تتضافر الجهود وتتوحد الرسالة لخدمة الإنسانية.