من ثمرات الحملات الطبية .. عودة النور لطفل في بنغلاديش

تاريخ : يناير 8, 2024

قرية قرارباغ الهادئة في منطقة لَوهاجانغ المجاورة لدكا شهدت قصة صبر وكفاح لطفلٍ وُلد في عام 2010. وهي قصة (عالمغير حسين) الذي لم يتمكّن من التمتع بالجمال الهادر في أطراف قريته والخضرة الممتدة في أرجاء بلاده وكذا في الأرض والسماء كما تمتع بها أقرانه وأصدقاؤه، فقد ولد وفي كلتا عينيه عتمة ألقت بظلالها ليس فقط على رؤيته وإنما على حياته وحياة أسرته كاملة.
يعمل والده كمراكبي لقارب صغير في ميناء صدرغات في دكا، وهو رغم كده وجهده المضنى يقدر بالكاد على سد رمق أسرته المكونة من ستة أفراد، زوجته وأربعة من أبنائه وبناته، ويعتبر عالمغير هو الرابع والأصغر بين أخوته.
عندما بلغ عالمغير ثمان سنوات من عمره، ساءت حالته أكثر وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فلم يعد بوسعه تحديد مواقع الأشياء حتى داخل بيته، ومواكبة السير الأكاديمي، بل أصبح يواجه نوعا من العزلة الاجتماعية، والشعور المتزايد بتدني الطموح وضعف الهمة. وفي هذه الفترة المتأزمة استبشر عالمغير وأسرته العاجزة عن تحمل تكاليف العلاج عندما وصل إليهم خبر حملة طبية مجانية تنفذها مؤسسة البصر العالمية قريبا من منطقته. فأتى به والده إلى مقر الحملة وعرضه على أحد أطبائها الذي تأكد من وجود المياه في كلتا عينيه ووعده بتولي أمره والقيام بكل ما يلزم، ومن هنا بدأ التعامل مع عينيه المصابتين بالمياه البيضاء فأجريت له العملية في الحملة الطبية المجانية التي مولها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في إطار مشروع نور السعودية التطوعي لمكافحة العمى الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة البصر العالمية.
لقد غمرت الفرحة والديه عندما ألفيا طفلهما قد استعاد النور في كلتا عينيه وأصبح يبصر جمال خلق الله في أبهته الجليلة وبهائه الكامل، بل أصبح قادرا على مواصلة مسيرته التعليمية والشعور بالرضاء والطمأنينة والتفاؤل. وقد قالت والدته والعبرات تترقرق في مقلتيها “والله لقد فعلتم المستحيل، فقد أصبح ابني يبصر بملء عينيه، فالحمد لله والشكر لكم على هذا الجميل” أما عالمغير فلم تكن الابتسامة تفارق شفتيه، بل كانت الفرحة بادية على وجه وسائر أعضائه.
وكان من ثمار هذه الحملة التي تمت في مستشفى مكة لطب العيون بككرائل بدكا أن أجرى الفريق الطبي (459) عملية كما استفاد من الكشف العام والعلاج المجاني (4882) مريضًا وتم توزيع (1859) نظارة ما بين طبية وشمسية.
وبهذا النهج الطيب، تستمر الحملات الطبية لمركز الملك سلمان ومؤسسة البصر العالمية في تعزيز الأثر الإيجابي للعمل التطوعي والإنساني، مساهمين بذلك في تحقيق أهداف سامية، (نحو إنسانية بلا حدود) وعيون تبصر الأمل.