لاحظ المدرّس في الفصل أن إحدى طالباته كانت لاتستطيع قراءة مايكتبه على السبورة وكان واضحا أنها تعاني من ضعف شديد في النظر يستحيل معه مواصلة دراستها؛ فنقل المدرّس ما لاحظه لوالديها فأصابهما القلق على ابنتهما ومستقبلها وكانا قد لاحظا عندما بلغت ابنتهما الثالثة من عمرها ضعف قدرتها على تحديد الأشياء وكان تنبيه الأستاذ في المدرسة بمثابة جرس إنذار وتحذير وانتباه وتوقف لمراجعة أمرها.
(نادية) ذات الثمان سنوات من بلدة بورباشيلماندي بجمهورية بنغلاديش ، تصارع منذ ولادتها مع ضعف البصر الشديد في كلا العينين بسبب الماء الأبيض وقد أصبح تأثير هذا الضعف البصري واضحا؛ مما ألقى بظلاله على قدرتها على التعايش مع من هم في عمرها ، ومتابعة مسيرتها الأكاديمية والتفاعل مع العالم من حولها، لقد كانت تواجه تحديات يومية وشعورا بالعزلة عن مجتمعها.
في ظل سيطرة الهم الشديد على والدي نادية ومكابدتهما الحياة وكسب العيش؛ لاحت بارقة أمل مع خبر حملة لمكافحة العمى وأمراض العيون في مدينة قريبة منهم ، كان ذلك بمثابة بداية رحلة نادية نحو التغيير تحت رعاية أطباء مؤسسة البصر العالمية.
وصلت نادية لمقر الحملة برفقة والديها وسرعان ما لاحظ فريق الحملة أنها تعاني في المسير لوحدها مما رجّح عندهم إصابتها بضعف شديد في النظر، وصدق ما توقعوه بعد إخضاعها للكشف الطبي تحت المناظير والأجهزة ليتأكدوا من إصابتها بالماء الأبيض في عينيها، وكان ذلك في نفس الوقت باعثا للتفاؤل بإمكانية عودة البصر لنادية وعودتها لممارسة حياتها الطبيعية ومتابعة مسيرتها الأكاديمية.
خضعت نادية لعمليات إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات في عينيها بعد إكمال كافة التريبات الطبية من فريق الحملة، وتحولت نتائج العمليات إلى مصدر للفرح والسرور وبشارات الخير من دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لهذه العمليات المجانية، وقد أعربت والدة نادية عن سعادتها الكبيرة وامتنانها لفريق الحملة الطبية ، وقالت بتأثر واضح : “عندما كانت نادية جالسة في الفصل، لم تستطع رؤية ما هو مكتوب على السبورة، كنا قلقين على مستقبلها، وبجهد مركز الملك سلمان ومؤسسة البصر، سترى نادية العالم كما نراه”.
تلخص هذه الكلمات التأثير العميق لهذا العمل الإنساني النبيل على حياة نادية وأسرتها، مما يعيد إحياء الآمال في مستقبل واعد ونابض بالحياة.
======================
بتبرعكم يمكنكم المشاركة في عودة النور لكثير من الأطفال .
للتبرع: